الفصل الأول : رحلة إلى السماء
القصــ(3)ــة ~ من أعجب الرؤى

قال سمرة بن جندب : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني - مما يكثر أن يقول لأصحابه : ( هل رأى أحد منكم من رؤيا ) . قال : فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال ذات غداة : ( إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالالي انطلق ، وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليهبصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه ، فيتدهده الحجر ها هنا ، فيتبعالحجر فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل مافعل به مرة الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا ، فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ،وعينه إلى قفاه - قال : وربما قال أبو رجاء : فيشق - قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا ، فأتينا على مثل التنور - قال : وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات ، قال : فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ،قال :قلت لهما : ما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا ،فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم ، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ،ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة ، فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح ، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا ، قال : قلت لهما : ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا ، فأتينا على رجل كريه المرآة ، كأكره ماأنت راء رجلا مرآة ، فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها ، قال : قلت لهما : ما هذا ؟قال : قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا ، فأتينا على روضة معتمة ، فيها من كل لون الربيع ، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل ، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ، وإذاحول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ، قال : قلت لهما : ما هذا وما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة ، لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن ، قال : قالا لي : ارق فيها ، قال : فارتقينا فيها ، فانتهيناإلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنافدخلناها ، فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر كأقبح ما أنتراء ، قال : قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ، قال : وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ، فذهبوا فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة ، قال : قالا لي : هذه جنة عدن وهذاك منزلك ، قال : فسمابصري صعدا ، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ، قال : قالا لي : هذاك منزلك ، قال : قلت لهما : بارك الله فيكما ذراني فأدخله ، قالا : أما الآن فلا ، وأنت داخله ، قال : قلت لهما : فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك ، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ، وأما الرجل الذي أتيت عليه ، يشرشرشدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو من بيته ،فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ، وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور ،فإنهم الزناة والزواني ، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة ،فإنه آكل الربا ، وأما الرجل الكريه المرآة ، الذي عند النار يحشها ويسعى حولها ،فإنه مالك خازن جهنم ، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ) . قال : فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأولاد المشركين ، وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسن وشطرا منهم قبيح ، فإنهمقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم ) .
الراوي: سمرة بن جندب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7047
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومجموع من روايتي البخاري و أحمد


الفصل الأول : رحلة إلى السماء
القصــ(2)ــة ~ يأكل من ثمار الجنة !!!
خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً مع بعض أصحابه .. فلما برزوا خارج المدينة .. فإذا راكب يقبل نحوهم .. فصوب النبي صلى الله عليه وسلم إليه بصره .. ثم التفت إلى أصحابه فقال : كأن هذا الراكب إياكم يريد ؟
فما هو إلا قليل .. حتى أقبل الرجل على بعيره فوقف عليهم .. ثم أخذ ينظر إليهم ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من أين أقبلت ؟ فقال الرجل .. هو يئن من شدة من شدة الطريق .. ووعثاء السفر . أقبلت من أهلي .. وولدي .. وعشيرتي .. فقال صلى الله عليه وسلم : فأين تريد ؟ قال : أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فقد أصبته .. فابتهج الرجل .. وتهلل وجهه .. وقال : يا رسول الله .. علمني ما الإيمان ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان , وتحج البيت .
قال : قد أقررت .. فما كاد الرجل يتم إقراره بالإسلام حتى تحرك به بعيره , فدخلت يد بعيره في جحر جرذان , فهوى البعير على الأرض .. وهوى الرجل من فوقه .. فوقع على هامته .. فمازال ينتفض حتى مات . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عليَّ بالرجل .
فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة – رضي الله عنهما – فأقعداه فلم يقعد .. وحركاه فلم يتحرك .. فقالا : يا رسول الله .. قبض الرجل .. مات ..
فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم أعرض عنه فجأة ..
ثم التفت إلى حذيفة وعمار .. وقال : أما رأيتما إعراضي عن الرجل .. ؟؟؟
فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة .. فعلمت أنه مات جائعاً .
- رواه أحمد بسند حسن –

"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَافانٍ  *. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" [الرحمن26:27]
عن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق ))-رواه البخاري-
‏‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏يَقُولُ :‏ ‏مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏وَجَبَتْ . ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ : وَجَبَتْ ، فَقَالَ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :‏ ‏مَا وَجَبَتْ. قَالَ :‏ ‏هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ))-رواه البخاري-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :((مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ . قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ : مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ ) )-رواه البخاري- .

الفصل الأول : رحلة إلى السماء
القصــ(1)ــة ~ المليونير
كان صاحبي رجلاً صالحاً , ربما قرأ الرقية الشرعية أحياناً على بعض المرضى , قال لي : رن جرس هاتفي يوماً , فإذا ان أحد كبار التجار يقول : ياشيخ , والدي مريض , ونرغب في مجيئكـ لزيارته و قراءة الرقية الشرعية عليه ..
ذهبت إلى هناك , فإذا قصر منيف تتفجر النعمة من جدرانه , قابلني أولاده  رحبوا بي الترف ظاهر في وجوههم , سألتهم عن مرض أبيهم , فقال لي أحدهم : أبي كان مصاباً بتليف في الكبد واكتشفنا  قبل أيام أن معه سرطان في الدم , وقد حدثنا الطبيب أن التقارير الطبية تشير إلى أنه لم يبق له في الدنيا إلا أيام معدودات , والعلم عند الله تعالى .
مضيت أمشي معهم عند أبيهم فلما كدنا أن ندلف إليه جذبني أحدهم وقال : ياشيخ عفواً نسينا أن نخبرك , أبونا لا يعلم حقيقة مرضه , فإنه لما سالنا عن نتيجة التحاليل خشينا أن يشتد حزنه , أو يزداد مرضه , فقلنا له إنه مصاب بالتهابات في البطن عن قريب تزول .
توكلت على الله , أدخلوني على أبيهم , فإذا غرفة فارهة فيها سرير عليه رجب قد جاوز الخمسين بقليل , تبدو عليه آثار النعمة , مريض لكن جسمه لايزال متماسكاً , صافحته برفق , ثم جلست عند رأسه , جلس أولاده حوله , فالتفت إليهم و أمرهم بالخروج , خرجوا وأغلقوا باب الغرفة  , وبقيت أنا و هو , فخفض رأسه وظل ساكتاً قليلاً , ثم استعبر وبكى التفت إليَّ و دموعه تجري على خديه , وقال : آآآه ياشيخ , فقلت : مابالك ؟ قال : هذه الدنيا , التي أجمعها منذ ثلاثين سنة , حتى تشاغلت عن صلاتي , وقراءة القرءان , ومجالس الذكر  , و كلما نصحني أحد و قال : يافلان , ألتفت لآخرتك , صلاة الجماعة , صيام النوافل , تربية أولادك , ختم القرءان ,قلت له :أنا سأجمع المال حتى يبلغ عمري الستين , فإذا بلغت الستين أعطيت لنفسي تقاعداً عن الأعمال , و أوكلتها لغيري , واشتغلت بقية عمري في انفاق ماجمعت , والعبادة , والآن , كما ترى , هجم علي ماترى من المرض , الذي يزداد سوءاً يوما بعد يوم , ثم اشتد بكاؤه فقلت : ابشر بالخير ستشفى بإذن الله , وتتعبد كما تريد , وحتى لو قضى الله عليك موتاً , فكلنا سنموت ومالك سينفعك بعد موتك، وأولادك لن ينسوك سيبنون لك المساجد،ويكفلون الأيتام، ويتصدقونعنك ويدعون لك.....و.....و.....
فصرخ بى قائلا: خلاص،كفى...وأخذ يبكى كالصغير، ويردد: أولادك يتصدقون عنك!!! يبنون مسجدا!!! أنت ما تعرف هؤلاء الانجاس، قلت: لم؟ قال: أولادى هؤلاء الذين يظهرون المحبة لى والشفقة على، كانوا البارحة مجتمعين عندى، فطال جلوسهم وأردتهم أن يخرجوا، فأظهرت لهم إنى نائم، وأغمضت عينى وبدأت بالشخير، فظنوا أننى نأئم فعلا، فلم تمض دقائق حتى بدأوا يتكلمون عن أموالى، وكم سينال كل منهم من ميراث!!! وكلهم جهال فى قسمة المواريث،فاختلفوا، واشتد نقاشهم، حتى اختصموا على عمارة لى فى موقع متميز، كل منهم يريدها من نصيبة ثم بكى الرجل حتى رحمتة.
خرجت من عنده وأنا أردد
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ )

[ الحاقة :28 -29 ]

فعلا أحب الناس إلية بعد موتة سيجتمعون فى دارة ليقتسموا أموالة، لاليقتسموا أعمالة.
يموت ويتبعة ثلاثة: أهلة، ومالة، وعملة، يرجع الأهل والمال، ليتمتع بها غيره، وهو الذى جمعها، ويبقى عملة، نعم يبقى عملة، فما العمل الذى سيبقى معة ويدخل معة قبرة؟ قيام الليل؟! صدقات؟! بناء مساجد؟! أم تساهل فى الدين، ومتابعة قنوات ، ومجالسة فجار؟! ولايظلم ربك أحدا
((مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) {سورة الإسراء :15}

(1)
بسم الله ..
ما أقرائه الآن كتاب رائع , راقي , مُذهل ..
والكتاب غير متوفر على الشبكة الإلكترونية ...ايقونات بكاء
سأضعه بين أيديكم >أقرأ الآن =) 
............................................{ من روائع العريفي }
,> ولنبدأ بتعريف الكتاب http://www.b.almoso3h.com/up/uploads/13012971252.gif
لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي (حفظه الله ) ..
وقد امتاز المؤلف في كل مواعظه ورسائله وخطبه بسهولة العبارة .. والحجة القوية فكان حريا بنا بأن نسعى إلى نشر هذا الكتاب لما احتواه على علوم في العقيدة والفقه والحديث والرقائق ..
فحق كل مسلم أن يقتني هذا الكتاب القيم ويستفيد ممافيه من علم .. ثم يعمل بما علم حتى لا يكون حجة عليه يوم العرض على رب العالمين يوم لاينفع مال ولابنين إف من أتى الله بقلب سليم ..
ونسال الله أن يتقبل عملنا هذا ويجعله خالصاً لوجهه و أن يكون من العلم النافع الذي تبقى ثمرته بعد موتنا في صحائف أعمالنا ..إنه سميع قريب مجيب .
الناشر

بسم الله ..
أما بعد ..
بين الحين و الحين أتزود بقرائتي لكتاب أو كتيب ..
وبين ثنايا تلك الصفحات معلومات , حكم , خبرات ...إلخ
ولهذا سيكون لي في بوح الروح مكان لتغطيتي لأي كتاب أقرائه ..
ولن أحرمكم بإذن الله من تفاصيل التفاصيل ..
فهنا بمثابة تغطية لقرائاتي ~