الأربعاء، 20 يوليو 2011

}{أنموذجة بشرية }{~ إنها مُعلمتي

بسم الله التي لا راية تعلو فوق رايته , ومن تمسك واعتصم بحبله لا طريق له سوى سبيل الرشاد ..
وها أنا أُدرك ذلك من واقع عاصرته بل عايشته و كُنت شاهدة عيان له , حين أُبصر شخصية جهادية رفعت كُل معاني الصبر كي تنال و قد نالت , و هذه نتيجة حتمية فـــ(الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا ) ...
إنها تلك التي ما رأيتها يوماً إلا كالصخرة الشامخة , منذ ذاك اليوم .. ذاك اليوم الذي تجمعت و صُحبة الخير في جامعتها أنذاك و اتفقن عن رحلة إرتداء الحجاب , و رحلتها حينئذ لم تكن فيها كأي رحالة أو حتى يجاريها ابن بطوطة ..
حين ذهبت وقالت : أبتاه أني أُريده , أريد لباس الطهر ( وما عُرف عنه في مجتمع إلا بالتخلف ) ..
فحاربها و خيرها بين نزعه وبين الخروج من المنزل فقررت المكوث ولا شئ سواه ..
فما كان منه إلا أن جذبها من أواصر شعرها و أمام جيران الدار قام برميها خارجا ( طلبت العفاف ذُبحت فيه على الملأ) .. ولم تتخلى ..
ولم يكتفي ذلك القاسي الحاني , إذ قام بحبسها أسبوع كامل في أربع جدران تفترشهم أرض رطبة لا يحيطهم ضوء أو أُنسٍ .. فهل يأست ؟! أو قالت وزره هو ؟! بلى والله صبرت ..
فما كادت أن تُتم ذاك الأسبوع إلا و تبدل الحال "من حال إلى حال" وسبحانه مُبدل الأحوال , من بعد تلك ليالي وتشبث بتاج المعالي فإذ بذاك الوالد القاسي هاهو حاني , وارتدته ذاك التاج ..
بل أصبح والدها مؤذنا , و أخوها مُلتحيا , والأخر الأصغر حافظا خاتما , والأم و الشقيقات بنفس ذاتِ التاج ...
" فمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " وهاهو فتح كبير بل مهيب , و ما أدراك في نفس ذات اليوم جاء لخطبتها زوج صالح نحسبه كذلك والله حسيبه , وكان باباً للخير القادم و لتثبيت النفوس الطاهرة بأن له شأنا ومكانا عليا ..
لم تكتفي بتلك إيمانيات , بل يوم حنتها يوم بهجة أي عروس جعلتها جلسة لكل صُحيبات الخير , فدعت أكثر النساء علماً وفقها وتدارسن وبكل نشوة , وسط فرحة وما المانع أن تكون فرحة بطعم طاعة يفرح بها الرب وأي فرحة كتلك !
وهاهي تُخرس ألسن من ذابو في حب الدنيا وقالو ساعة العمر وقالت نعم ساعة لبدء عمر مع زوج فإما بمباركة الله أو ...
بلى مباركته , واستبدلت لون الفُستان الأبيض المُشابه للنصارى بلون وردي يُبرز رقتها , على الرغم من خلاف بنات العم و كلام الغمِ ...
ومنعت أي لحن مُحرم يدخل لقاعة الفرح , وحين شاكس بعضهم لادخال أناشيد بصوت الرجال على مايطلق عليه (الــدي جي) قامت من مكانها و اهتز كيانها أما هذا الشئ أو أنا .. فانصاع الكل لعروسنا ..
بدأت حياة بساعة , وكانت سيرة ولا زالت , فهاهي و أذكر لكم مواقفا ..
. و أنا أراها تُطعم رضيعتها وتقول بصوت مهموس قاصدا أن يُدرك مسامعي " اللهم إني نويت أني هذه الأجساد في سبيل الله " ..
الله الله في نية أحيت همة أغاثت أُمة .. و من منا لا تطعم أطفالها , وكلنا يُحسن ذلك , لكن أن تكون تلك نية !
. و أسمع دبدبات طفلها يزحف على كربتيه مادا يديه يُشكلها على هيئة رشاشاً هاتفاً "أطخ يهودي" مُعبرا عن آهاتنا في حربنا , مُغيرا من نظرة القنوات السبيس تونية والأم ثرية وما شابها التي تبرز خلاف الأصداقاء وخيانتهم والتشبه بالغرب , لقناة كتلك مواهب و أفكار تُناسب عقول الأطفال مما يجعلها تحمل مسؤلية الأجيال ! إنها حرب العقيدة فأيما ثبات ..!
. وحين تعجز شفتاي أن تنفتح وتنطبق على بعضهما من هول أن تستوعب طفلتها ذات الأربع سنوات تُحدثك بلغتك العربية الفصيحة دون تعتعة كتلعثمكَ حتى في عاميتها , وهاهي أمة اقرأ تبدأ عودتها من جديد على لسان ذات الأربع أعوام !
. أو تجد اختراعا اعرفه لأول مرة حينما حدثتني عن طريقة جديدة لك كمتصدق ولهم كمدينين , أن تتصدق ولو بأقل عملة وتجمعها و تقوم بإقراضها للشباب الصالح المتعسر في زواجه , على أن يردهم بعد ذلك كما أخذهم لازيادة أو نقصان , وتنتقل لأخر متعسر ... وهو ما أفهمتني مؤخراً أنه (القرض الحسن)!
. أن تتنغم أذناك بتلاوتها الشجية التي تلقي كلام الله كاملا عن ظهر قلب , أو أن ترى مجموعات التحفيظ بلا مقابل او أجر ! .. و تُبتلى بمرض في حنجرتها بعدما كان "نزلة برد" فاصبح خطأ دوائي و تأثيرات بنج أصابتها لتحرمها لبعض الوقت من حنجرة أجمع كل من سمعها تُتقن ترتيلها و عذوبة لحنها .. إنه ابتلاء الله للأحباء !
. أما أن تستوعب أنها عمرها الآن لم يتجاوز السابعة والعشرين ..!
فهنا حمداً لله , أنني عاصرت شخصية كتلك , و شكرا يارب أن اعطيتنا نموذجاً بشريا رائعا فلتمتثل له باقي البشر ...
إلى هنا وقف القلم , وأدري أنني نسيت أشياء عدة فلم أوافي أخباركم عنها لكن أدعو القدير أن يبارك فيها و يجعلنا من أمثالها , آمين .

2 التعليقات:

يُسر يقول...

اللهم بارك

ربي يثبتها يارب و يبارك لها

Unknown يقول...

آمين , و إينا و إياكم ..
بارك الله فيكِ عفاف , أنرتي المكان كُله :)

إرسال تعليق