نهارٌ وَ بعض مِنْ انسانِ ,
نَحتاج عتمة اللَيِل لكن بَعض النَوافذ لا تسْتحق مُروره .
,
,
,
مِن عَادَة حجرتي ألا أدخل أحلامي الجنونية إلا أثناء نومي لتُثبت أنها الواقع العاقل , لا أعرف إن كان بمقدوري إيقافها مع علمي أنه ليس حدها , الحد الذي أصبح يخضع لمثال الواقع لا المثالية .. , أو ربْما أنا لا أعرف .
اعْتادَت الظروف في حجرتي أن تعيْشَ بلا مُرضعات يسقينها لبنًا مختلفًا المذاقِ , أن تبْقى بلا رعَاية تسعى حولها لتهدئ من روعها إذا ساءت بها الأحوال ..
فحاجتها لهذا الشعاع المنبثق صباحًا تشبثت به , فلكم تمنيت جلسة طويلة استجم فيها ..
صخب الروح يحتاج لإن يهدأ و يسترشد طريقه ... أن يُلملم أفكاره بعد أن تعدت عد طبقات التراب و أفاق السحاب و سواد الهباب .
فَديكتاتور هذا الزمان ظلمٍ له أن يُفردا , فلن أقول حاكم البلاد الذي قبع على كرسيه وكأن ملابسه التصقت به فأبى القيام من عليه , و لا أبٌ كلمته لاتُرد و إلا فقد هيبته , ولا أم ذاقت المُر فذُلت لأجل هوى غيرها أو هواها لغيرها فباتت مغلوبة على أمرها أصبحت جائرة على من كان من رحمها .. , و لا رفيق ماعرف رفقا وداوم على فُرقة كل رفقة .. و محكومين هذا الزمان ضلو سبيلهم واتبعو من ضل من سلفهم واتخذو قائدهم سفيههم ..
نعم أنفاسنا اختنقت , أرواحنا انحبست , أعضائنا اشتكت , لكن ما خُلقنا لهذا .
هل عليّ اختراع نَافذة لأتلو في الليْل صَوتي للنجُوم الخَائفات !
ما أريد إلا صباحًا حقيقًا , فلسنا على علاقة غير شرعية ياصباح كي أخجل منك , بل هم من عليهم أن يخجلو من اختارو غطاء الليل وظلماته ليتخبطوا فيه ..
فالأوراق .. جميعُ مَن يُحاول اختراعَ وَرقه يَتبَعثر بَعد مُدة أو يَتعثر, لكنني ها أنا أجمَع هَذه
الأرواق للمَرة المَائة دُون أن أمَل ّ , في عِقاب حَركة أزلي حَيث لا تمنحْني الأوراق سَمْعها أبداً.
لا أضجَر! .. فَسجل ياملك اليمين معي بالقلم أشهدك على همتي, لكنّي أملكُ ذاكرَة معطوبَة .. وأنتَ تملِكُ قلبًا يتقنُ الحسنات!
والحكمة التي تعلمتها أثق بها - فربي يؤتي الحكمة من يشاء - فمن لايتعلم من أمسه لايستحق حياة غده , ولعل أن مايشفع لي هو العليم بحالي إذ أمهلني بعد أمس كثير لاستبشر بمستقبل يشكره عليه حق الشكر على ما أدركته مؤخرًا ..
إذ التحقت بزمن الثورات وعلمت أن الحق لا يخرج إلا من باطن الظلم إذ لايظهر إلا وقت احتضاره , وأن الحب لا يأتي إلا بعد اختلاف ويجمع على اشتراك ..
و الذي في خلدي من رسم أنموذج للمدينة الفاضلة لن يبقى في كتب الفلاسفة وكثيري الجدل بل من قلبي أنا إن استقام حاله بملته الحنيفيه ذات القيم والمبادئ الأخلاقية .
أن أكون أنا ليكونوا ..
وإنّي لأرجو أن تأتي الأيّام بما أتمنِّى ..
وسيكون السؤال هل تتذكرني المرآة حينما أغيبُ عنها ..؟ فمابالها إن مرت بس السنون وقد اختلفت ملامحي العقائدية ؟
نعم يَمضي هذا الصباح ككلّ المَساءَات , لكن رَحيله الآن لا يَجْعلني أنسَى الوُجُوه المُلونة , والأحَلام العَظيْمة , يَجعَلنُي أتبَادَل أحَادِيث العظماء إذ عزمت على أن أسطر في صفحات إحداهم, لم تعدْ الشمَس
وأشعتها تحرقني بل تُشعل في وَجهِي كلّ صَبَاح ٍ تفاؤل الأصحَاء , فالآن الكَلام ذو رائِحَة والصَباحُ بأصْوَات , والوُجُوه لا تشبِه بَعضها , فلن أتركك حجرتي إلا بصباحكِ هذا وأريكتي ذات الصبر الجميل في كل محطاتِ نوم عميق يشهد أمنيات وَجب تحقيقها ..
....
0 التعليقات:
إرسال تعليق