الجمعة، 22 أبريل 2011

ميزان حرف ~

 مريمبسم الله ..
صلوات ربي وسلامه علي نبيه الأُمي الأمين .. أشهد يا ربى أنك لا إله إلا أنت .. وأن محمد عبدك و رسولك قد بلغ الرسالة و أدى الأمانة ..
الرسالة والأمانة إلى أُمة إقرأ ..
مُحمدا القدوة المُعلم الأول .. وكيف لا وماكان حرفه إلا {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
فكانت أحرُفه آيات , كَلِمُه بيان ..
ولعل الحَرف يَحمل بين طياته فائدة وفصاحة , أو يَحمل غُصة وفهاهة ..
وكثير من حمل قلماً و ادعى فِكراً ..
ومن هنا وعلى منبر هذا المُتصفح النير ..
و إلى أصحاب الألباب أحباركم المسكوبة , أُطروحاتكم المَوضوعة .. لابد لها من ميزان ..
  • {مِيزَان حَرّفْ}
ميزان يرتفع فيه حرف الصدق عن الكذب والإدعاء .. حرف مؤثر يبقى .. لا مصير إلى فناء ..
حرف إذا وضع لا يُماثله غيره ولو في بُضعة شئ .. فتعلو كفته لا تترنح بين الشهوة والشبهات ..
فالحرف أهم جزء في الكلمة ولا يعطي معنى إلا بالتحامه مع أحرف أخرى ..
  • فأي أحرف قد انتقيت ..؟
من اليسير أن نمسك قلماً و ننقُش بسنه الكثير .. لكنه ثمة أسنة تحتوي سموما .. و أخري بنقشها ترفع هموما أو غموما ..
الحرف الذي يوضع على صفحة بيضاء فإنها تمتلئ به ربما كلونه سوادا أو تكون زُخرفا راقيا ..
وإن لكل حرف أهمية حسب تصدره للكلمة، وتسلسله بها، كما يكون للكلمة مكان الصدارة في الجملة حسب أهميته .. لذلك كي تضع ميزانا لحرفك يجب إنتقائه أولا من بحر الحروف ..
  • بحر الحروف ..!
نعم , فالبحر مملوء بأشكال عدة و أصناف كثيرة و تَضُم العديد والمزيد ..
ولكي يكون الحرف مميزا ..
فأحرص أن يكون /
1- حرف له معنى .
فحرف ذو معنى له معنا صدى ..
احرص أيها الكاتب قبل أن تنطلق بحرفك أن يكون حرفك له معنى واضح له قصة يدور حولها , ألا يكون هامشيا تافها ..
أحرص أيها القارئ أن تنتقى حروفا ذات معنى فلا تخدعك الفصاحة و البلاغة فيأخذك الحرف إلى منحنى آخر خاطئ كالفلاسفة و الضالة ..
فحرف دون معنى كالدائرة تدورحول نفسها ليس لها نقطة فاصلة أو بداية أو نهاية ..


2- حرف له هدف / فالحرف كي يكون له معنى لابد له من هدف لابد له من غاية ..
حرف يأخذ وقتا لكتابته أو لقرائته فإلا لغاية و إلا لا بُغية له .
3- حرف له وجهة / قبل أن يَخُط الحرف طريقة منك لابد له من وجهة ..
فليعلم أي طبقة يُخاطب , فلا يُخاطب أهل العروبة أهل القرءان بلغات و إن صح المعنى عن لهجات التي أخذت منعطفا خطيرا في البعد عن اللغة العربية بعامية وماشابها من فهاهة الحرف واللسان معاً , حتى و إن كان من تُخاطب على ذاك القدر ..
فهذا هو دور الحرف أن يرتقي بهم لا أن ينجرف إليهم , و أن يوضع الحرف في نصابه وتوقيته وموضعه المُناسب .
4-حرف له أصل / فكما للحرف وجهة لابد أن يكون له أصل ينبثق منه ..
فكلما يدنو لوجهة كلما ازداد تمسكا بأصله لا تفريطا منها إليه , ومن ليس له ماضي فليس له حاضر .
ليس معنى أن أخاطب غربا أن يتحول حرفي غربيا حتى في أصوله وعاداته لابد من التمسك بآثار حرف فلا يهوى إلى حضارة هاوية ..
حرف له أصل : يُتعبنا كثيرا من الخيال المفرط فنجد أفلاما ومسرحيات قد تُسعدنا لحظات معدودة ثم إلى ... سراب .
لابد من أصل للحرف فلا إختلاق ولعب بعقول الناس , فمن لعب بعقول الناس فعقله ’’ملعوب’’ فيه ..
5-حرف له شكلا ونسقا / يأتي بعد المعنى والغاية والوجهة والأصل نقطة مركزية هامه ..
أُعدها النقطة الفاصلة أو (النقطة الجاذبة ) ..
نقطة جاذبة / للقارئ , للكاتب , لأياً من يكون .. فبنسق وزخرفة الحرف يكون له وقعا خاص يجذب لا يُنفر مستمعيه ..
مثال الكاتب إذا كان حرفه بلون واحد أسود في أسود , بنسق واحد سرد في سرد .. حينها يمل القارئ وربما يطوي الصفحة كاملة ..
ومثال المُتحدث إن كان حرفه بنفس نبرة الصوت يخرج وليكن هادئ طوال الوقت فإن المُستمع يملُ وربما يَنام ..
فالحرف إن لم يكن مُنسق له شكلا يُرسم به فهو حرف مُنفر يظلم معناه وهدفه ...
6-حرف له من البلاغة / وملاحظة أني قد ذكرت له (من ) البلاغة ليس كما سبقه من شروط أن يكون حرف له أصل أو حرف له معنى ..
فالبلاغة موهبة ولكن تُكتسب كُلما أراد الشخص أن يُنميها تحت إعانة الله له ..
ولنذكر مثالاً حياً : النبي الأُمي الكريم المُعلم الأول ~ لاحظو معي في تلك الأية /
قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الفتح آية: 29
ياسبحان الله أكرر وما هو إلا وحي يوحى / هذه الآية جمعت كل حروف اللغة في آية واحدة
وكثير مما دخلو في الإسلام لشدة بيان وبلاغة القرءان في معانيه في حرفه في أياته ..


  • فمن جمع شروط الحرف فيه فقد حاز أعلى مراتب الدعوة ..
والحرف إما لك أو عليك فضعه في ميزانه ورجح كفته الصائبة ..
ولا تطلق لحرفك العنان في أي وقت , وتريث فإن الحرف حرف لمُنحدر فإما هبوط أو رُقي ..
  • فالحرف لا تظلم نفسك به واجعل له ميزان فلا يكن هو حاكم عليك , فحين يتحدث المرء يُعرف ..
هذا ماكان مني ومن أحرفي القليلة , فلعلي أفدت نفسي قبلكم ..
وذكر فإن الذكرى  تنفع المؤمنين و أحسبكم على خير ..
اللهم إن أخطأت فهو من نفسي والشيطان و إن وفقت فهو بفضلك لك الحمد والشكر ..


كتبته / شيماء مأمون

0 التعليقات:

إرسال تعليق