السبت، 8 يناير 2011

..طُبِعَت على كدر .

بسم الله


..طُبِعَت على كدر ...

وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله : {لقد خلقنا الإنسان في كبــــد}
وقال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وماوالاه , وعالمٍ أو مُتعلّمٍ" رواه الترمذي.
أيا صاحبة الهمِ قبل أن أقول أن الهم مٌنفرجُ
..احيان تمر علينا مواقف مفرحه تنبسطين فيهاا .. يوم كل واحدة منا تضحك
لكن هناك مواقف ستمر عليك تبكين فيها ..ستحزنين فيها .. ستمر عليك مواقف ستتذكريها فيها ماتنامين الليل الا ودمعتك على خدك,,
هذه الدنيا ..
طُبِعَت على كدر
وأنت تريدها خاليه من الاقذار والاكدار
هذه هي حقيقة الدنيا , ما تفتئ تخرج من هم و غم حتى تعود بهم و غم آخرين , لم تصفو
لأحد من العالمين
و لكن اللبيب الفطن من استغل همه و عرف كيف يجعل الهم مصدرسعادة

نعم همك مصدر سعادتك و لا عجب.

لو كانت الدنيا دار سعادة لكان الله تعالى رضيها لأنبيائه المعصومين , وعباده الصالحين , ولو كانت دار هناء لكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- اختارها حين خيره ملك الموت , ولو كانت دار أنس وسرور لما خلق الله الجنة , وجعلها جزاءللصابرين ...

كل مافي الدنيا نقيض من الجنة ..
حتى نشتاق للجنة ونعمل ..
الجنة لاكدر ولا وصب ولا شقاء ..
الدنيا فيها من كل كدر .. وهي دار الشقاء ..
الله وعد الصابرين ..قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
جعلنا الله منهم .. وجعلنا من الراضين ياربالعالمين ..

وأمر المسلمين أن يستعيذوا بالله العظيم من همومها وغمومها وأحزانها حين دخلعليه الصلاة والسلام المسجد وقت انشغال الناس في أعمالهم ووجد رجلا ً جالسأ ... فقال له : ما أجلسك هنا ؟
فقال : يارسول الله هموم وغموم وديون . فقال عليهالصلاة والسلام : قل ..
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , والعجز والكسل , والجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .



بلاء وشقاء ... ونكـــد وكبـــــد ... وهـــم وغـــم ... إذا ابتسمت في محياك يوماً عبست أياماً , وإذا أسعدتك لحظة أحزنتك لحظات , وإذا أضحكتك ليلة أبكتك ليالٍ طويلات.
كم جعلها الله تفرق هذي الحياة بين طفل وأمه , وزوج وزوجته , وصديق وصديق..


في النهاية أريد أن أخبركم شيئاً مهماً ...

هو أني لا أكتب هذا الكلام متشائمةً من هذه الدنيا وأحوالها , أوقنوطاً من رحمة الله تعالى ولطفه , ولا أكتبهاكـــي أزيد الظلام ظلاماً ...

لكنني أكتبها لكل من ظن أن الحياة الدنيا هي الغاية , وأن أيامها لا بد أن تكون في طريق واحد وهو السعادة والراحة ... فيؤمن بهذا الوهم , ويستغرق في لحظته الحاضرة , فلا يلبث حتى تفاجأه بألوان من كدرها , وسياط من جحيمها ... فيهوي صريعاً مصدوما , من هول ما رأى .

أكتبهالكي يواجه الإنسان حياته بكل شجاعة وثقة بالله تعالى , وأن يلجأ المؤمن إلى ربه فيكل أحواله... امتدح ربنا في كتابه الكريم العبد الصابر فقال : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَالأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَإِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِرَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}

بشرى من رب العباد , بشرى منبيده السعادة , بشرى من الله لمن ؟؟ للصابرين على البلاء

أكتبها لكي يكون لسان حال الإنسان عند نزول المصيبة عليه :

عسى فرج يكون عسى ... نعلل نفسنا بعسى ...

فلا تقنط ... وإن لا قيتهماً يقبض النفسا ...

فأقرب ما يكون المرء من فرج ... إذا يئسا ...
طُبِعَت على كدر =/
لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.
اللهم اجعلنا سعداء فوق الأرض , وتحت الأرض , ويوم العرض ...
اللهم آمين

أختكم شيمــاء ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق