بـسَم الله ,
كَم يَكُوْن مُؤْلِمَا أَن تَسْتَيْقِظ عَلَى خَبَر يَحْمِل بَيْن ثَنَايايَاه دُمُوْع ,


وَلَكِن مَابِالْيد إِنَّه قَدَر الْلَّه ...


فَإِن الْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى نَوْع أَحْكَامَه عَلَى الْإِنْسَان مِن حِيْن خُرُوْجِه إِلَى هَذِه الْدَّار إِلَى حِيْن يَسْتَقِر فِي هَذَا الْقَرَار،
وَقَبْل ذَلِك وَهُو فِي الْظُّلُمَات الثَّلَاث كَانَت أَحْكَامِه الْقَدَرِيَّة جَارِيَة عَلَيْه وَمُنْتَهِيَة إِلَيْه فَلَمَّا انْفَصَل عَن أُمِّه تَعَلَّقْت بِه أَحْكَامِه الْأَمْرِيَّة وَكَان الْمُخَاطَب بِهَا الْأَبَوَيْن أَوَمَن يَقُوْم مَقَامَهُمَا فِي تَرْبِيَتِه وَالْقِيَام عَلَيْه فَلِلَّه سُبْحَانه أَحْكَام قَيِّمَة أَمَر بِهَا مَا دَام تَحْت كَفَالَتُه ،
فَهُو الْمُطَالَب بِهَا دُوْنَه حَتَّى إِذَا بَلَغ حَد الْتَّكْلِيْف تَعَلَّقْت بِه الْأَحْكَام وَجَرَت عَلَيْه الْأَقْلَام ، وَحُكْم لَه بِأَحْكَام أَهْل الْكُفْر وَأَهْل الْإِسْلَام ، وَأَخَذ فِي الْتَّأَهُّب لِمَنَازِل الْسُّعَدَاء أَو دَار الْأَشْقِيَاء ، فَتُطْوَى بِه مَرَاحِل الْأَيَّام وَالْلَّيَالِي إِلَى الْدَّار الَّتِي كَتَب مِن أَهْلِهَا وَيَسِّر فِي مَرَاحِلِه تِلْك لَأَسْبَابِهَا وَاسْتَعْمَل بِعَمَلِهَا ، فَإِذَا انْتَهَى بِه الْسَّيْر إِلَى آَخِر مَرْحَلَه أَشْرَف مِنْهَا عَلَى الْمَسْكَن الَّذِي عَمَر لَه قَبْل إِيْجَادَه ، إِمَّا مُنَزَّل شِقْوَتُه وَإِمَّا مُنَزَّل سَعَادَتَه ، فَهُنَاك يَضَع عَصَا الْسَّفَر عَن عَاتِقِه وَيَسْتَقِر نَوَاه ، وَتَصَيَّر دَار الْعَدْل مَأْوَاه أَو دَار الْسَّعَادَة مَثْوَاه ".


وَكُل هَذِه الاشْيَاء مَعْرُوْفِه , لَكِنِّي أُرِيْد أَن أَعْوَد لِنُقْطَة الْبِدَايَه و الَّتِي وُضِعَت بِأَسْفَلِهَا خَطا ...
هَل يُمْكِن أَن يَنْفَصِل الْمَوْلُوْد عَن أُمِّه ؟!
فِي عَالَم الْطِّب كُل شَئ جَائِز , لَكِنِّي الْآَن أَرَاه أَمَامِي لَا و أَلّف لَا ...


أَعْلَم أَنِّي قَد أَطَلْت الْتَّقْدِيْم , لَكِنَّه مَن عَجَز قَلَمِي عَن إِدَّارَك خَاطِرِي ,
فِعْلِي الْآَن رِوَايَة قُصَّة هَذَا الْخَبَر ...


اسْتَيْقِظِي
هَاه هَاه مَاذَا هُنَاك!! مَاتَت رُؤَى


رُؤَى ؟! مَاتَت؟!!
نَعَم مَاتَت
إِنَّا لِلَّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُوْن , صَبْرَك الْلَّه يَا أُم رُؤَى , كَم مَكَثَتِي بِجَانِبِهَا عَلَي أسِرة الْمَرَض ..


فَبَعْد أَن أَنْتَظِرَتِي نُزُوْلِهَا لَأَرْض الْدُّنْيَا بَعْد انْتِظَار دَام تِسْعَة أَشْهُر لتَنعَمِين بِفَرْحَة الْلُّقْيَا , فَمَا واجِهِك الَا هَمْس الْطَّبِيْب ’’ عَفْوَا لَدَيْهَا ثَقْب فِي الْقَلْب , يَجِب أَن تَظَل تَحْت الْمُلاحِظُه ’’.


رَأَيْتُك صَابِرَة مُحْتَسِبَه و دُمُوْعُك الَّتِي أنْهَمِرّت وَقَلْبُك الَّذِي انْفَطَر مَا اسْتَطَاع الْجَلَد ,
رَأَيْت نَظَرَات وَعُيُوْنُك الْمُتَوَّرِمَة تَحْكِي قِصَّة خُرُوْج وَدُخُوْل بَقِي شَهْر كَامِل كَان هُو عُمَر رُؤَى الَّتِي ظَلَّت فِي حَضّانة مَاتَسْتَطِيَعي أَزَاحْتِهَا مَن عَلَيْه وَلَا مِن جِهَاز الْتَّنَفُّس الأَصْطِناعِي إِلَّا وَقْت الرَّضَاعَه , وَدُمُوْعُك و آَهاتُك و آنَاتِك مِن وَرَاء الزُّجَاج الْفَاصِل .
كَثِيْرا ماتُجَادِل مِن وَرَءَاك نَاس فَقَالُوَا قِطْعَة لَحْم وَالآَفَضّل أَن تَمُوْت لِتُرِيح أُمِّهَا وَتَسْتَرِيْح ,أَفْضَل مِن أَن تُكَبِّر عَلَى هَذَا :(


وَعَمْرُك مَاتَمَنِّيَت شَئ الَا شِفَائِهَا مِن رَب الْعَالَمِيْن , وَإِن الْلَّه عَلَى كُل شَئ قَدِيْر.


لَكِنَّه قِدَر الْلَّه الَّذِي يُرِيْد أَن يَجْعَلَهَا سَبَب فِي دُخُوْلُك لِلْجِنَان لِتَأْخُذ بِيَدَيْك الَى نَعِيْم الْرَّحْمَن الْمَنَّان ,


وَحِيْن وَقَع الْخَبَر عَلَيْهَا كَان قَوْلُهَا


’’صَبْرَا عُصْفُوْرَتِي إِنَّه قَدَر الله ’’
نَعَم , هُو مَكْتُوْب وَمُقَدِّر إِصْبِر لاتتكدَّر لَاتَحُوْل وَتَتَحَوَّل ..كُل شَئ بِأَمْر الْلَّه .
المُـــــــــــلتقى الجــــنه ,,
وَمِن هُنَا نِدَاء لِكُل أُم فَقَدْت رَضِيْعا لَهَا , أَو حَتَّى أَصَابَه مَرَض مُزْمِن أَو خَطِيْر فَإِنَّه أَمْر الْلَّه ((وَمَا رَبُّك بِظَلَّام لِّلْعَبِيد))(( إِن الْلَّه لَايَظْلِم مِثْقَال ذَرَّة )).وَو الْلَّه إِنَّه لِأَحِن بِه عَلَيْه مِن أُمِّه ((وَرَحْمَتُه وَسِعَت كُل شَئ)).


وَمَا الْدُّنْيَا الَّا دَار الْبَلَاء وَالِابْتِلَاء ,




عَافَانَا وَهَدَانِي الْلَّه وَإِيَّاكُن
أُخْتُكُن شِيَمـــاء

0 التعليقات:

إرسال تعليق